الجزائر ـ TSA عربي: خرج مئات المحتجين اليوم الأربعاء 10 أفريل، في مسيرة حاشدة ألهبت العاصمة بهتافات الغضب الشعبي الرافض لتكليف عبد القادر بن صالح بتسيير المرحلة الانتقالية، والطاعن في شرعية حكومة بدوي والمؤسسات الراعية لبقايا النظام الفاقد للشرعية، على حد ما تضمنته شعاراتهم.
الأمن يقمع المتظاهرين
مسيرة الصمود التي جاءت بعد ساعات من تنصيب بن صالح رئيسا للدولة، والتي دعت إليها النقابات في الجزائر العاصمة وعبّأها حشود المواطنين من مختلف القطاعات والأطياف .. ، شكّلت ردا قويا من الشارع الرافض لتكليف بن صالح برئاسة الدولة خلال الـ90 يوم القادمة، باعتباره واحدا من رموز النظام الفاقد للشرعية الشعبية. وجاب المتظاهرون شوارع العاصمة انطلاق من ساحة أول ماي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي ونهج العقيد عميروش وصولا إلى ساحة البريد المركزي، رافعين شعارات تطالب بحلول خارج نص المادة 102 واحترام إرادة الشعب في تقرير مصير البلاد في مرحلتها الحالية.
وعلى خلاف الأسابيع السابقة للحراك حيث كان يقتصر التواجد الأمني على تأطير مسار المظاهرات دون أي تعنيف، أظهرت قوات الأمني للشعب وجها أكثر صلابة في صد تقدّم المسيرات وصل لحدّ تعنيف المتظاهرين و استعمال خراطيم المياه و الغازات المسيلة للدموع، وفي محاولة فاشلة لكسر مسار المسيرة و استفزاز المحتجّين، الذي أبدو إصرارا كبيرا على التقدّم نحو البريد المركزي دون أي مواجهات مع عناصر الأمن تأكيدا على مبدأ “السليمة” الذي تبناه الشعب منذ أول خروج له إلى الشارع (22 فيفري). وهو ما أكده أحد المتظاهرين الذي قال في تصريح لـTSAعربي: “الشعب واعي بحماية حراكه من خلال منع أي محاولات للالتفاف حوله، أو محاولة تشويهه بجر المواطنين إلى العنف”.
البريد المركزي “قصر الشعب”
عجز الإنزال الأمني الكبير لقوات مكافحة الشغب في فرض قبضته على ساحة البريد المركزي التي باتت تسمى بـ”قصر الشعب”، مكّنت المحتجّين من إحكام كلمتهم في قلب العاصمة حيث تم تطويق المكان من كل الجهات المؤدية نحو ساحة اودان و نهج محمد الخامس المؤدي إلى المرادية من قبل المئات من عناصر الأمن الذين كانوا في حالة تأهب قصوى. فيما كانت أصوات المئات من الجزائريين تلهب ساحة البريد المركزي بهتافات نارية قوية تنديدا بممارسات السلطة ضد إرادة الشعب بفرض رئيس وحكومة انتقالية مرفوضة، وإدارتها لظهرها في وجه الجزائريين بعد أسابيع من وعود التهدئة والتطمين التي انتهت بتنصيب بن صالح والإبقاء على حكومة نور الدين بدوي والتمسّك بباقي الباءات التي يطالب الشعب بالقصاص منها أمام العدالة.
ترحلوا قاع
فخامة الشعب قرّر.. ترحلوا قاع”،”لا نريد الغير صالح لإصلاح حالنا”،”الوحدة الوطنية خط أحمر”، “يا بن صالح طايح طايح هذا الشعب ماشي سامح”.. شعارات لخّصت موقف الجزائريين من الترتيبات التي تتبناها السلطة للمرحلة الانتقالية، وفيما أكد الشارع الجزائري على حرصة على حماية الثوابت الوطنية في مقدمتها وحدة الشعب، راحت أصوات المحتجّين تدين بقايا نظام بوتفليقة بالاسم والصورة وفي مقدمتهم الباءات الأربعة بن صالح وبدوي وبلعيز وبوشارب.
الشارع الجزائري الذي هتف منذ أيام بصوت قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح الذي وعد الجزائريين بتقديم حلول مرضية للأزمة، عاد اليوم و بصوت واحد ليدينه بمحاولة الالتفاف على الحراك من خلال فرض الوصاية على لشعب، و رفع المحتجون شعارات “لا لحكم العسكر”، “الشعب يرفض الوصاية”، “الجزائر نتاعنا والقايد خاننا”.. كلمات أكدت الرفض الشعبي لحلول قايد صالح الذي كان في ذات الأثناء يلقي خطابا من وهران يؤكد فيه بأن مطالب الشعب “تعجيزية”. فإلى أين تتجه البلاد يا ترى؟
مسيرة الصمود .. الجزائريون يرفضون الوصاية ويطالبون بإسقاط بن صالح
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق