الجزائر ـ TSA عربي: سارعت غالبية البرامج الرمضانية المعروضة على المشاهد الجزائري في هذا الموسم إلى محاولة اقتناص الحدث الأكبر الذي تعيشه الجزائر منذ يوم 22 فيفري، لتصيغ منه أفكار وسيناريوهات مكرّرة، فشلت في محاكاة الحراك الشعبي، وحوّلته إلى صورة مبتذلة سقطت في فخ تمييع الثورة الشعبية التي تعيشها الجزائر.
الحراك الكوميدي
قاربت أعمال كوميدية كثيرة الحراك الشعبي، من خلال عدد من الحلقات التي تم عرضها كإثبات حضور لا أكثر دون مغزى أو مبرّر، وهو ما تابعه المشاهد عبر السلستين الكوميديتين “خالي” و “عام الباك”، والتي سقطت في فخ تمييع الحراك. وهي نفس الصورة التي رسخها برنامج الكاميرا المخفية “راني وليت” الذي يعرض عبر قناة الشروق tv، حيث يقوم على فكرة مفاجأة سائق سيارة أجرة للركاب بخبر كاذب عن عودة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من خلال بث شريط اخباري عبر الإذاعة يقرا فيها نص رسالة تؤكد ذلك، لتظهر ردود أفعال تتراوح بين الغضب والهدوء لدى المواطنين. وتظهر حلقات البرنامج الذي يتم عرضه منذ بداية الشهر الكريم مبتذلة يؤكد استعجال فريق العمل في تقديم برنامج “واقعي” غير مكتمل يراهن على محاكاة غليان الشارع الجزائري.
“الراياس قورصو” المفأجاة ..
“الرايس قورصو” الذي كان قد شهد مشاكل كبيرة على مستوى الإنتاج منذ السنة الماضية، والذي سبق عرضه هذا الموسم ببروباغندا إعلامية كبيرة، شكّل صدمة تلفزيونية للمشاهد الجزائري الذي انتظر العمل مطولا ليظهر بان كل ما احيط به من ضجة إعلامية لم تكن سوى “زوبعة في فنجان”، فرغم الإمكانيات الضخمة التي تم ضخها في هذا العمل، و رغم اتكاء السلسلة على أسماء وازنة في المشهد الكوميدي الجزائري على غرار نجم الكوميديا الأول صالح أوقروت بطل سلسة “عاشور العاشر” غير انه لم ينجح في إقناع المشاهدين الذين عبروا عبر مواقع اتواصل الاجتماعي عن صدمتهم في هذا العمل الذي ظهر كبيرا من حيث الصورة ضعيفا من حيث المضمون. وهو ما اعترف به صالح أوقروت شخصيا في أكثر من تصريح صحفي.
سلسة “دقيوس ومقيوس” للثنائي الكوميدي نبيل عسلي ونسيم حدوش والمخرج مهدي الجيوني، والتي كانت قد حقّقت نجاحا قياسيا خلال موسم رمضان 2018، فشلت هذه السنة في لفت انتباه المشاهدين، وذلك بسبب وقوع العمل في مشكل تكرار الصورة دون أي اشتغال على تقديم مادة كوميدية جديدة.
“أولاد الحلال” يتفوّق
دراميا استطاع المسلسل الجزائري “أولاد الحلال”، أن يتربّع على عرش الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة لدى الجزائريين عبر اليوتيوب بتخطيه عتبة الـ16 مليون متابع، رغم ارتفاع سقف المنافسة في الموسم الرمضاني الجاري أين يتم عرض عملين آخرين على مستوى عالي انتاجيا ودراميا، وهما “مشاعر” و “الورد الأسود”. فقد استطاع “أولاد الحلال” الذي يتقاسم بطولته كل من الممثلين عبد القادر جريو ويوسف سحايري وسهيلة معلم ومصطفى لعريبي احد بن عيسى و مليكة بلباي .. إلى جانب المخرج التونسي نصر الدين السهيلي والسيناريست رفيقة بوجدي. أن يصنع الفارق بالدخول إلى قلب الاحياء “الدروب الشعبية العتيقة” وأن ينقل ملامح سكانها دون تجميل. ويروي العمل قصة شابين من العاصمة ينتقلان للعيش في حي الباهية بحثا عن اسرار عائلتهم المشتتة وأختهم المفقودة، لتبدأ أحداث العمل في التسارع في تصاعد درامي قوي منسجم مع بيئة العمل التي تحاكي الأحياء العشوائية بلغتها وشكلها وتناقضاتها المريبة التي ظلت بعيدة عن الكاميرات و كأنها من المحظورات، ليكشف خبايا الدروب العتيقة في توليفة درامية وضعت نجوم العمل في الصف الأول في ترتيب المشاهدة الرمضانية دون منازع.
البرامج الرمضانية في الجزائر: كوميديا تحاكي الحراك ودراما تتخطى المحظور
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق