الجزائر – TSA عربي: مسيرات الجمعة التاسعة، كانت حاشدة، قوية ومؤكدة لمطالب الشعب بما لا يدع أي مجال للشك او لتمرير بعضا من مخططات رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الاول نور الدين بدوي ومن يدعمهما.
ولم تفلح آلة التخويف التي خاضتها الشرطة عن طريق قمع المتظاهرين الجمعة الماضية وما قبلها وما بعدها، ولم ينجح أيضا البيان الذي نشرته مصالح الأمن والذي يتحدث عن إرهابيين يستهدفون الحراك، وأجانب يريدون تغيير مسار الحراك، كما لم يُفلح بن صالح في تهدئة الشعب من خلال إعلانه عن مشاورات ثنائية وجماعية لإيجاد حل للازمة، فقد كانت المسيرات والمظاهرات اليوم مليونية وسلمية بمشاركة النساء والأطفال وكبار السن.
الحراك الشعبي يمكن أن يطلق عليه “ثورة حقيقية”، فقد قضت على ذلك الخوف الذي كان ساكنا في نفوس الجزائريين، فلا يمكن اليوم لخراطيم المياه أو الغاز المسيل للدموع أن يمنع الشعب في ممارسة سيادته وتقرير مستقبله بعيدا عن أي وصاية مهما كانت.
ولا يمكن تغاضي الطرف عن أن جمعة اليوم كانت ردا قويا على الذين راهنوا في القضاء على الحراك من خلال تقسيم الجزائريين، وبث العنصرية بينهم، فقد كانت الراية الأمازيغية إلى جنب العلم الوطني، مع هتاف المتظاهرين “مكاش عنصرية خاوة خاوة”.
وإذا كان ظاهرا للعيان أن السلطة قد تراجعت عن قرارها بوضع حد للحراك بالقوة، إلا أن مسارعة بن صالح إلى الإعلان عشية المسيرات التاسعة عن لقاء جماعي تشاوري تحضيرا للرئاسيات، يتم عقده يوم الاثنين المقبل، محاولة للمناورة والتأثير على الجزائريين، وهي تؤكد أن السلطة عازمة على فرض حلها وأن استقالة الطيب بلعيز من المجلس الدستوري هو تنازل صغير لن يتبعه بالضرورة رحيل البقية، او على الأقل لا يعني رحيل بن صالح.
ومع ذلك، ورغم أن الإعلان عن موعد اللقاء الجماعي التشاوري جاء مساء يوم الخميس، إلا أن المتظاهرين كان لديهم الوقت لتكييف شعاراتهم ولافتاتهم صباح الجمعة مع هذا المستجد، معلنين رفضه جملة وتفصيلا، ليكرروا مجددا مطالب رحيل الباءات المتبقية (بن صالح، بدوي وبوشارب) وأضافوا لهم كمال فنيش الوافد الجديد على رأس المجلس الدستوري.
وبعد هذه المسيرات المليونية وبعد رفض أغلبية الأحزاب والشخصيات المعارضة لقاء بن صالح، فإن هذا اللقاء الجماعي وما يتمخض عنه غير مجدي وهو منتهي الصلاحية حتى قبل انعقاده فهل سيتمسك بن صالح وبدوي وبوشارب بمناصبهم أكثر من هذا ؟
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق