الجزائر- TSA عربي: هم دائماً في الموعد بحماسة مرتفعة وشعارات موحدة، مفعمون بالنشاط والحيوية حتى في شهر الصيام، تواقون للتغيير ومستقبل أفضل. إنهم طلاب الجامعات أو شريان التغيير في الجزائر، الذين خرجوا للشارع اليوم الثلاثاء 14 ماي، للدفاع عن مسيراتهم السلمية التي بلغت العدد 12، لكن يبدو أنها لن تتوقف عند هذا الرقم، وهم الذين رددوا هتافات “صامدون صامدون للنظام رافضون”.
بأعداد هائلة وتنظيم محكم، سار طلاب الجامعات في الجزائر العاصمة، فكانت نقطة الانطلاق من شارع ديدوش مراد، في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحًا، باتجاه ساحة البريد المركزي، للمطالبة بإسقاط انتخابات رئاسيات الرابع جويلية المقبل، ورحيل ما تبقى من باءات (عبد القادر بن صالح، نور الدين بدوي، معاذ بوشارب).
وردّد الطلبة شعارات تدعو لرحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على غرار “سيستام ديقاج” و”جزائر حرة ديمقراطية”، و”مكاش انتخابات يا العصابات” و”حرروا الجزائر”، مشدّدين على سلمية مسيراتهم الطلابية، بالرغم من منعهم من الوصول إلى مدرجات ساحة البريد المركزي، التي شهدت حصارًا أمنيًا من طرف قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان، لتترك الطلبة يلتحقون بالساحة بعد الظهيرة أي في حدود الساعة الواحدة زوالًا.
وبينما حالت التعزيزات الأمنية، دون وصول الطلبة إلى ساحة البريد المركزي، قرّروا نقل مسيرتهم الطلابية، إلى مقر المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان)، حيث تمكنوا من تخطى الحواجز الأمنية، والوصول إلى شارع زيغود يوسف، أين رددوا شعارات “بوشارب ديقاج وأفلان ديقاج” بالإضافة إلى “كليتو لبلاد ياسراقين” و”دولة مدنية ماشي عسكرية”، كما هتفوا بشعارات أخرى أبرزها ” بركات بركات من حكم العصابات” و “لا بدوي لا بن صالح”.
وإنتهز جموع الطلبة الفرصة للتوجه للمرة الأولى نحو محكمة “سيدي أمحمد” بشارع عبان رمضان، حيث تعالت الهتافات بـ”الشعب يريد قضاء مستقل”، تزامنًا مع فتح قطاع العدالة، لعدة ملفات فساد، وإيداع شخصيات نافذة من سياسيين ورجال أعمال، رهن الحبس المؤقت للتحقيق معهم.
وقالت الطالبة أسماء بجامعة بومرداس، إن “الطلبة ملزمون بالخروج إلى الشارع كل يوم ثلاثاء، لأنهم معنيون بتحرير الجزائر من العصابة، أما الذين يتحدثون عن ضعف مسيرة الطلبة فهم مخطئون ويقومون بمحاولات فاشلة لتكسيرها إلا أنهم لن يستطيعوا لأن وحدة الطلبة وإصرارهم على التغيير لن يتوقف”.
بالمقابل قال إحدى الطالبات إن المسيرة الطلابية الثانية عشر، كانت قوية وشهدت مشاركة عدد معتبر من الطلبة بالرغم من شهر رمضان، مشدّدة على صمودهم إلى غاية رحيل النظام السابق، وتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة.
ويتزامن تواصل المسيرات الطلابية مع إضراب عام تشهده جل الجامعات الجزائرية منذ مطلع أفريل، دعمًا للحراك الشعبي ورفضًا لإشراف رموز النظام على المرحلة الانتقالية، حيث يُشكل الطلبة الجزائريون شريان الانتفاضة الشعبية، أو الثورة البيضاء كما يحلو للبعض تسميتها.
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
Post a Comment