وقفنا في هذه الصفحة ومع هذا الموضوع الخاص وهو "بيت الخلوة " التي تبنى في كثير من الأحيان محاذية للزوايا أو المساجد و الكتائب للتعليم القرآن الكريم ،حيث كان لها شأن عظيم في الماضي البعيد والقريب بالنسبة لحفظة كتاب الله والعبادة ، كما أنها لا زالت لحد الساعة لها نفس الشأن رغم دخول وسائل جديدة وطرق أخرى في حفظ كتاب الرحمان و حتى في التعبد بالنظر الى كثرة المساجد .
إذا تحدثنا عن بيت الخلوة ، وهو البيت الذي لا يعرفه في الوقت الراهن الكثير منا او لا يسمع به أصلا ،رغم أهميته في الإثراء العلمي وعبادة الرحمان .
بيت الخلوة ،تبني بمقايس دقيقة يبنيها الطلبة و المشايخ لقصد الذي ذكرناه سابقا ، حيث لا يتعدى محيطها 8 متر أي مترن أو أقل لكل ضلع وإرتفاعها لا يتجاوز المتر ونصف ،كما يحمل بيت الخلوة باب لا يتعدى عرضه 50 سم و إرتفاعه متر واحد ،وهو بيت يبنى بالطوب ويغطى بالقش .
أهمية بيت الخلوى منذ أن نشأت ،أنشأت من أجل قضاء وقت بمفردك في محضر الله. ،لإدراك حقيقة وجود الله التي قد تكون غابت عنك في لحظات الشكّ أو وسط مشاغل الحياة. فمن الضروري أن يكون وجود الله بالنسبة لك هو إيمان شخصي تتلامس معه، لا إيمان آخرين تشاركهم فيه نظريًّا دون أن تتلامس معه.
بيت الخلوة تبني بالطين و تغطى بالقش ولا يزيد إرتفاعها عن متر ونصف و عرضها عن المترين
يقول الأستاذ الشيخ فلاح عيسى ،عن بيت الخلوة بأنها تذكره بالنحلة لأنهما تتشابهان وجه الشبه بينها الوحي ،النحلة أكرمها الله بالوحي الإلهامي قال تعالى" وأوحى ربك الى النحل ". يضيف الأستاذ ،بيت الخلوة رغم صغر حجمها يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس، عجزت المصانع الكبرى عن صنع مثله، فكان لها هذا الشأن بسبب الوحي والخلوة كذلك لها شأن مع الوحي ،لأنها بنيت من أجل الوحي من أجل حفظ كتاب الله فكان لها الفضل الكبير في نشره، تخرج منها الآلاف من حفظة كتاب الله ،رغم بساطتها من حيث البناء من حيث المساحة، يبنيها الطالب بمواد بسيطة التراب ، الحجارة، الماء، الاخشاب ،وتسلغ بالطين من الداخل، يبنيها الطالب محاذية للمسجد من اجل أن يكون له نوع من الاستقلالية في قضية توزيع وقته ليلا ونهارا من اجل حفظ كتاب الله عن طريق حفظ اللوحة أو المراجعة ، لأن الطالب في خلوته وهناك من يسميها القابوسة يتستطيع أن يبقى يحفظ حتى ساعة متأخرة من الليلة أو الإستيقاظ باكرا قبل الفجر أو في جوف الليل من أجل الحفظ اوالمراجعة او المطالعة، لأن السكن الجماعي يكون فيه الطالب مقيدا، لأن هناك قوانين تقيده لايستطيع ان يبقى يحفظ في ساعة متأخرة واخوانه نائمون، لكن في الخلوة هو حر في الاجتهاد ،وبفضل الخلوة يحفظ الطالب القرآن وتتقلص عليه المدة التي يمكثها في الزوايا اوالمسجد من أجل حفظ القرآن الكريم يختم ويذهب لطلب العلم، لأنه يوظف اوقاتا كثيرة للحفظ و يجد فيها الراحة والسكينة لايسمع فيها ضجيجا ولا أصواتا في كثير من الاحيان يتساقط الثلج والمطر ولا يشعر به لأن هناك بعض الخلوات محفورة في الارض لذلك تجد فيها الدفء في الشتاء وفي الصيف الإعتدال .
وحسب نفس الأستاذ عيسى فلاح ، لعبت الخلوة اوالقابوسة دورا مهما في الحفاظ على هذا الوحي المبارك حيث لازال الكثير من طلبة العلم ،يستعملون بيت الخلوة لذات الغرض و ذلك رغم مرور السنين وتغير المناخ ولم تتاثر بعوامل الطبيعة.
حيث توجد كثير من هذه البيوت بعدة زوايا منها زاوية بربرة ، زاوية سيدي بوشعيب او زاوية بلجلطي وغيرها من بيوت الخلوة .
مكراز الطيب
Post a Comment