الصحفي مولود عباد لـ "صوت الشلف" :"رسالتي للجيل الحالي ..التمسك بالهوية،الروح الوطنية والقيم الدينية " --واد كنيس الجديد

مواضيع مفضلة

Thursday, November 14, 2019

الصحفي مولود عباد لـ "صوت الشلف" :"رسالتي للجيل الحالي ..التمسك بالهوية،الروح الوطنية والقيم الدينية " --واد كنيس الجديد


وقفت "صوت الشلف " في هذا العدد الخاص و المميز مع إحدى قامات الإعلام في ولاية الشلف ويتعلق الأمر مع الإعلامي والأكاديمي الأستاذ "مولود عباد" ،أين تطرقنا معه الى عدة محاور منها كإعلامي ومشاركته في البناء والتشيد والتنمية ، ثانيا كشاهد عن تاريخ الثورة التحريرية من قلب الونشريس ،حيث كان حوار شيقا للغاية وذلك من خلال كشف الحقائق التاريخية ترسم كخارطة الاحداث من كلمات تترنم بالاساليب المختلفة، لتصل الافكار الى المتلقي بمصداقية تجعله على اطلاع بما جري ويجري بحوله ،كما تطرقنا معه الى جانب من حياته وهو يقدم خدمة لوطنه كإعلامي مميز.


فضلت نبدأ معك هذا الحوار من إحدى أغصان الشجرة وليس من جذورها ، وسؤالي سيدي المحترم ،حدثنا قليلا عن مداعبتك للأقلام الصحفية قبل كل شيئ ؟


بداية ،أشكركم على هذه الإلتفاتة و الوقفة التاريخية التي سوف تسجل بأنني نزلت ضيفا كريما على جريدتكم المباركة ، أما جوابي عن سؤالك ،كنت أود أن نبدأ حديثنا من غصن آخر او نتسلف هاته الشجرة ولكن لأبأس ، اما بخصوص الصحافة فهي الأكسجين الذي أتنفس منها ،لأنها تتركني دائما أقدم خدمة لوطني ومن خلالها سأظل مرتبطا بتقديم واجبي نحو وطني الغالي ولا يمكنني تطليق الصحافة ما دمت قادرا على العطاء ،حيث تعتبر الصحافة بالنسبة لي تقديم خدة إضافية لوطني و تقديم دروس لغيري سواء عن طريق الإحتكاك بالشباب و كل فئات المجتمع او من خلال المقالات الصحفية التي أنشرها يوميا ،عملي الإعلامي بمثابة مسار لمسيرة حياتي وبمثابة واجب أقوم به إتجاه وطني وأستغل هذا المنبر لأوجه رسالة الى الجيل الحالي و جيل المستقبل ورسالتي هي عليكم يا أبناء وطني الغالي يأحفاد الشهداء عليكم بالتحلي بالروح الوطنية والثتبت بالهوية الجزائرية و القيم الدينية .


نعود بيك الى ترتيب الأسئلة ، لأبأس أن تقول للقراء و متتبعي صوت الشلف من هو مولود عباد ؟

وهو كذلك ، بخصوص شخصي الإسم الكامل عباد مولود من مواليد 1950 ،ابن الجبال والتضاريس الصعبة و قساوة الطبيعة وتحديدا ابن قلب الونشريس وأستعملت هذه العبارة لما لها من معنى كبير في نفسي ونفس والدي والمجاهدين والشهداء ،خريج مغارات وجبال ومرتفعات جبال الونشريس في الطفولة ، أما مساري التعليمي ،خريج جامعة وهران سنة 1975 بشهادة ليسانس. تخصص علوم إقتصادية وحائز على شهادة البكالوريا 1 و 2 مع أواخر الستينات وبداية السبعينات ،وكانت بدايتي مع مداعبة القلم وجلوس الطاولة في الخمسينات وتحديا سنة 1955بالمدرسة الوحيدة المتواجدة بالمنطقة ،أما المرحلة الثانوية والمتوسط تابعتها بثانوية السلام بمدينة الأصنام سابقا ،كون هذه الثانوية تتوفر على داخلية .

كما كان لي الشرف تأدية الواجب الخدمة الوطنية بين سنتي 1975 و 1977بمدرسة تكوين الضباط بالبليدة ،ضف الى ذلك شغلت منصب إطار بمؤسسة سونلغاز وأستاذ جامعي بالإضافة الى مهنة الإعلام والتي زالت ملزما مع هذه الخدمة لأنني أعشقها.


قبل كل هذا وذاك ،حدثنا عن طفولتك


طفولتي ربما أقول تشبه كثيرا طفولة أترابي أنذاك، وكما هو معروف عشنا الفقر المحدق بالإضافة الى تعرضنا الى عديد الأمراض والمعروفة في وسط المجتمع الجزائري خلال الحقبة الإستعمارية كالطاعون و رمد العينيين وغيرها من الأمراض الفتاكة..

وما أقوله عن نفسي وما ميزني عن غيري أنذاك في مجتمع كان يعرف بالذعر والخوف هو حظي الكبير في مواصلة دراستي وبفضل الله أولا ووالدي رحمة الله عليهم والذي كان معروف في حياته بتسمية الحكيم دخلت المدرسة الفرنسية مع كثير من الفرنسيين والقلة من الجزائريين وتمكنت من التفوق والنجاح وحصولي على كل الشهادات التعليمية من التعليم الإبتدائي الى المتوسط والبكالوريا 1 و 2 وشهادة ليسانس ،هذه هي طفولتي وأحمد الله كثيرا على نعمة العلم والصحة .


حسب ما علمنا لك إسم مسجل في التاريخ ومرتبط مع جبال الونشريس في طفولتك وأكيد مرتبط حتى مع الثورة التحريرية .


وهو كذلك ،لو قلت لك قدماي لمست كل رقعة ترابية أو صخرة بجبال الونشريس ككل ولا أقول قلب الونشريس أو حوافيها ،واعلمك بأن كثيرا ما اعود الى الدار والدم ينزف من قدماي بالنظر الى طبيعة الحياة التي كنا نعيشها أنذاك .

اما بخصوص إحتكاك مع الثورة التحريرية ،أقول لك نعم وليس شخصي فقط بل تعدى ذلك الى كل سكان المنطقة من منطقة بني بوعتاب ناحية الكريمية وبني بوعتاب والمكارزية الى منطقة بوشعيب و لرجام والى غاية جبال والتضاريس الصعبة بالرمكة ناحية الغرب،حيث كان إحتكاكي بالثورة ومنذ أن أضحيت أدرك وانا في السن الخامسة سنة 1955 و ولوج الثورة بمنطقة الونشريس مع سنة 1956 الى غاية تاريخ الإستقلال ،كانت لنا نحن الأطفال أنذاك مهام الكبار ولكن هذه المهام ليس في مواجهة العدو ،بل تكمن في المراقبة و عدم البوح بالأسرار للعدو مع نقل الأخبار وكل ما يتعلق بالثورة الى والدي والذي هو بدوره يتكفل بدراستها . كما عشت كغيري رفقة كل سكان المنطقة حالات الرعب والخوف و المعاناة وحتى الترهيب من طرف العدو الفرنسي.

ومن زاوية أخرى ولكن لا أتكلم عنها كثيرا ،كانت كل العائلات بالمنطقة وخاصة القاطنة بقلب الونشريس شاهدة على الثورة التحريرية ومشاركة أيضا في هذه الثورة وبأي طريقة ،سواء عن طريق إتخاذ منازلها ملجأ للمجاهدين ،أو تقديم المؤنة والغداء أو تحويل بعض السكنات الى شبه عيادات وكثير من العمل في سبيل تقديم يد العون للثورة ،لأن حين نقول قلب الونشريس أو منطقة الونشريس كأنما نقول الثورة التحريرية بكامل المنطقة و قد ذكر في إحدى الملتقيات التاريخية بأن منطقة الونشريس أول رقعة أندلعت بها أول معركة .

بكل صراحة عشت برفقة كل سكان المنطقة الرعب الحقيقي من خوف ومأسات حقيقية ولكن الحمدالله كل هذا كان في سبليل الحرية وما ننعم به الأن من إستقلال ورحمة الله الشهداء .


هل عشت كل مراحل الثورة التحريرية بالونشريس ؟


طبعا ،عشت كل مراحل الثورة التحريرية بمنطقة الونشريس من مرحلة التنظيم الثوري الى مرحلة المنطقة المحرمة وعزل الشعب عن الثورة الى مرحلة الترهيب والتعذيب الى مرحلة الخناق وتكثيف الثكنات العسكرية الفرنسية بالمنطقة حيث تضاعفة كثير الثكنات العسكرية وتم تنصيبها في عديد المناطق بمنطقة الونشريس منها لرجام ،سيدي صالح ،الأزهرية ،بوقايد ،تملاحت ،بعلاش ،مقدادة وغيرها.


ألاحظ عليك بعض التأثر وتناثر الذموع على خديك ، دعنا نخرج من قلب الونشريس ونعود اليك والحياة العملية. كيف كانت ؟


حياتي العملية من أين أبدأها ،أبدأها بعد تخرجي من الجامعة بأعلى شهادة أنذاك ليسانس ،حيث بعد تخرجي مباشرة ،فضلت ان أدخل الجيش وأداء واجبي الخدمة الوطنية ،لأنني كنت متحمسا جدا لذلك وذلك بعد 13 سنة فقط من خروج الإستعمار الفرنسي من الجزائر وهو ما جعلني أتحمس بأداء الواجب و أتدرب التدريب العسكري لأكون جاهزا هذه المرة وحمل السلاح في وجه العدو وليس المساعدة والمساهمة من بعيد حين كنت طفلا لم يتجاوز 06 سنوات في بداية الثورة و 12 سنة حين رفرف العلم في الجبال الشامخات و دوت جناجرنا في جبال الونشريس بالنشيد الوطني قسما وأنا شيد وطنية أخرى لا زلت أحفظها منها جزائرنا ،بلادي بلادي ، ميمتي العزيزة ويا شهيد وغيرها.

قلت أديت واجبي الخدمة الوطني و خضعت للتدريب بمدرسة الضباط بالبليدة وكان لي شرف أن يشرف على تخرجنا أنذاك الرئيس الراحل هواري بومدين وهو فخر وإعتزاز لنا كامل دفعتنا أنذاك ولا زلت أتذكر هذا اليوم الكبير ،كما كان لي شرف المشاركة والمساهمة في مشروع السد الأخضر .


أخر سؤال ،لخص لنا مسيرة حياتك وأنت مشكور على ذلك .


بكل فخر وإعتزاز ،حياتي كلها كانت فداءا لوطني من طفولتي الى مرحلة الشباب ومرحلة النشاط الى يومنا هذا ،حيث بعد سنة 1977 وتخرجي من الحياة العسكرية وولوجي الحياة المدنية والعملية شغلت منصب إطار سامي بمؤسسة سونلغاز من سنة 1977 الى سنة 2000 وقد عملت بإتقان و والكل يشهد على ذلك وبالمناسبة أوجه تحية الى كل الزملاء من عمال وموظفين وإطارات الذين شغلوا معي ـ،كما كانت لي فرصة دخول المجلس الشعبي الولائي خلال عهدة 1985 الى 1989 وكنت نائب رئيس لجنة التخطيط والإقتصاد وقمنا نحو كمجموعة بخدمة التنمية وبكل نزاهة ، اما في المجال الإعلامي لا زلت أقدم وسأظل أقدم الى ان يجف قلمي .


حاوره : الطيب مكراز

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف