أمام التصنيفات التي صارت تُطلق على مكوّنات المجتمع الجزائري ، سلطة ومعارضة وموالاة ، يَطرح البعض السؤال: أين تُصنّف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ضمن هذا التصنيف؟!.
والإجابة واضحة لا تخفى إلا على من في قلبه شيء تجاه جمعية العلماء وهم قليل.
فجمعية العلماء جمعية الأمة هي منها وإليها ،وهي حيث كان الحق تكون، شعارها في ذلك ما قاله الإمام المؤسس الشيخ عبد الحميد
بن باديس -رحمه الله - "الحق فوق كل أحد والوطن قبل شيء"
هي أم الجمعيات في الجزائر تسمو على الأحزاب والهيئات، لأنها الخيمة التي يجتمع تحتها الجزائريون سلطة ومعارضة وموالاة ؛ ويجب أن تبقى كذلك تقدم النّصح والتّوجيه للجميع فيما يعود على الدين بالتمكين والوطن بالرقي والرّفعة والتقدم.
لا تمارس الجمعية السياسة بمفهومها الحزبي ، ولكن لما يتعلَّق الأمر بالشأن العام للأمة فهي تتقدم الصفوف ،وترى التخلف عن قضايا الأمة نوع من التَّولي يوم الزحف.
جمعية العلماء قوية بحيادها الإيجابي دون إقرار لظالم على ظلمه ولا سكوت عن الحق بالدفع بالتي هي أحسن ،إذ يعتبر كل الجزائريون أنفسهم أعضاء في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالفعل أو بقوة الفعل ، حيث من لم ينتم تنظيميا لجمعية العلماء فهو منتمي لها فكريا ، إذ الانتماء الفكري يسبق الانتماء التنظيمي.
وأمام الحراك السلمي الحضاري الذي تعيشه الجزائر هذه الأيام رفعت جمعية العلماء الصوت عاليا أن اصغوا لصوت الشعب وصحّحوا المسار وهي اليوم بحكم الالتفاف الشعبي حولها وبحكم الثقة التي تحظى بها فهي مؤهلة لتكون الكعبة التي يجتمع حولها الجزائريون لصياغة حل يستجيب لتطلعات الأمة في الحرية والعيش الكريم حفاظا على الوطن الذي لا بديل للجزائريين عنه.
الشيخ قدور قرناش
عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
إرسال تعليق