الجزائر – TSA عربي: لم يثر خطاب رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مساء الاحد 5 ماي، اهتمام الجزائريين، كما لم يحظى بردود فعل إيجابية، حتى من أولئك الذين يطلق عليهم أحزاب الموالاة، أي الأحزاب التي كانت توالي النظام في عهد بوتفليقة على غرار الارندي والافلان.
أما الأحزاب القليلة التي ردت على الخطاب ففعلت ذلك من أجل التأكيد على رفض بن صالح وكل ما ينتج عنه، على غرار حزب العمال، وجبهة القوى الاشتراكية، وجبهة العدالة والتنمية.
بن صالح الذي اختار التفاف الجزائريين حول التلفزيون العمومي عشية الأحد، من أجل تلقي أخبار ثبوت هلال رمضان، لأنه الجهة الوحيدة والحصرية التي تنقل اجتماع لجنة الأهلة على المباشر، حاول أن يغتنم الفرصة لبث خطاب للأمة، يدعو فيه للحوار، ويضفي الطابع الرسمي على كلمة رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح التي ألقاها في بسكرة، واعتبر فيها أن “الحوار مع مؤسسات الدولة هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة”.
وكان قايد صالح قد قال “وإنني على قناعة تامة أن اعتماد الحوار البناء مع مؤسسات الدولة، هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة، إدراكا منا أن الحوار هو من أرقى وأنبل أساليب التعامل الإنساني، وهو المسلك الأنجع الكفيل بتقديم اقتراحات بناءة وتقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق حول الحلول المتاحة، وهنا أود الإشادة باستجابة العديد من الشخصيات والأحزاب لأهمية انتهاج مبدأ الحوار، الذي يتعين أن تنبثق عنه آليات معقولة للخروج من الأزمة، وهو موقف يحسب لهم في هذه المرحلة التي يجب أن تكون فيها مصلحة الوطن هي القاسم المشترك بين كافة الأطراف”
أما رئيس الدولة عبد القادر بن صالح فقال إن “الحوار الذكي والبناء ذي النية الصادقة، يبقى السبيل الأوحد لبناء توافق مجد وواسع يسمح بتوفير الشروط الملائمة لتنظيم إلانتخابات رئاسية في الآجال المحددة، والتي من شأنها أن تُخرج بلادنا بشكل نهائي ودائم من عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي”.
ءفبن صالح أصر على ضرورة إجراء الانتخابات في تاريخها المحدد وهو الرابع من جويلية القادم، متجاهلا مطالب الملايين من الجزائريين الذين يرفضون هذه الانتخابات بسبب استمرار تواجده على رأس الدولة واستمرار حكومة نور الدين بدوي.
ويرى الجزائريون أن اجراء هذه الانتخابات في هذه الظروف ومع وجوج بن صالح وبدوي محفوفة بالمخاطر، على اعتبار الأول أحد أبرز أعمدة نظام بوتفليقة، والثاني مشهود له بالتزوير في الانتخابات السابقة حين كان وزيرا للداخلية، مما جعل الجميع يرفض هذا الموعد، وتنظيمه مجرد إهدار للوقت، فحتى رؤساء البلديات والمنتخبون المحليون رفضوا الإشراف على تنظيم هذه الانتخابات، وهي المعظلة الكبيرة التي تواجهها السلطة.
وإلى حد الآن لا تزال السلطة تراهن على تباطؤ الحراك الشعبي، لسببين رئيسيين، الاول يتعلق بشهر رمضان المعظم، والثاني هو حملة الاعتقالات الواسعة التي أطاحت حتى بالحيتان الكبيرة، سعيد بوتفليقة، الجنرال توفيق والجنرال طرطاق.
وصحيح أن اعتقال هذا “الثلاثي” إيداعه الحبس المؤقت بعد مثوله أمام قاضي التحقيق في الحكمة العسكرية يعتبر سابقة، ونقطة تحول في تاريخ البلاد، وصحيح أيضًا أنه لن يتمكن أحد من الهتاف أثناء المسيرات الأسبوعية بضرورة إلقاء القبض على “رؤساء العصابة”، لكن هل يكفي هذا لكي يثق الجزائريون في السلطة الحالية وأن يوافقوا على السير معها في خطتها لإنهاء الأزمة؟ لا شك أن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت لتغيير رأي كل أولئك الذين يحتاجون إلى انتقال حقيقي.
ويواجه النظام اليوم تحديا كبيرا في إعطاء مصداقية لعرضه إجراء الحوار، لأنه في الوقت الذي حظيت فيه دعوة قايد صلاح للحوار بقبول إيجابي من قبل الأحزاب السياسية ، فإن دعوة بن صالح لم تنل ذلك، فالطبقة السياسية اليوم مستعدة للحوار المباشرة مع الجيش، وليس مع بن صالح الذي يطالب الشعب برحيله.
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق