الجزائر – TSA عربي: تعيش الجزائر تحولا كبيرا، منذ 22 فبراير، وبعد لي الذراع المالي لنظام بوتفيلقة، عاش الجزائريون أحداثا متسارعة بشكل لا يصدق، خلال 24 ساعة الأخيرة
توقيف كل من سعيد بوتفليقة، توفيق وطرطاق، وإيداعهم الحبس المؤقت بتهم ثقيلة، يعد ضربة في مركز النظام البوتفليقي الذي لفظه الشعب، فالسعيد بوتفليقة كان يعتبر الرئيس الفعلي دوائر الرئاسة، وهو الأمر الذي لم يكن مخفيا على أغلب الجزائريين، بل وحتى الأجانب، أما الجنرال توفيق، فكان هو الداعم الأسياسي لبوتفليقة منذ مجيئه، والجميع يعلم كيف أنه انتصر له في عهدته الثانية سنة 2004، مما تسبب حينها في انقسام على مستوى قيادات الجيش، كما كان معه أيضا حين تم “اغتصاب الدستور” وتعديله بما يتيح لبوتفليقة البقاء في الحكم سنة 2008، أما بشير طرطاق فكان خليفة توفيق.
مباشرة بعد إعلان خبر توقيف “الثلاثي”، وبقدر ما كان تفاعل الجزائريين كبيرا مع المعلومة التي نشرتها “TSA”، بقدر ما كانت دهشتهم كبيرة أيضا، إلى درجة أن الكثير لم يصدق الخبر، وطالبوا بأدلة عن ذلك، لا سيما بعد انتشار إشاعات عن تواجد عائلة بوتفليقة في الإمارات وإشاعة أخرى عن تواجد سعيد بفرنسا وثالثة تزعم تواجد توفيق في أمريكا وغيرها من الإشاعات التي هزت مواقع التواصل الإجتماعي، قبل أن تتأكد المعلومة بفيديو مفصل يظهر الثلاثة وهم يدخلون تباعا إلى المحكمة العسكرية بالبليدة.
الثلاثة الذين لقبوا بقلب “العصابة” من طرف المتظاهرين، وجه لهم قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية بالبليدة تهم “المساس بسلطة الجيش” و “المؤامرة ضد سلطة الدولة”، وهي تهم تعرضهم لعقوبة سجن قاسية.
ولعل تلك الصور التي تظهر سعيد بوتفليقة وهو يسير إلى المحكمة العسكرية ستبقى في مخيلة الجزائريين، فقبل أقل من شهرين، كان لا يزال يرى نفسه الرئيس الفعلي، ويخطط للبقاء في السلطة، حيث يؤكد الجنرال المتقاعد خالد نزار أن سعيد بوتفليقة كان يخطط لإخراج الجيش لمواجهة الشعب وفرض حالتي الطوارئ والحصار، مما كان سيعرض البلاد إلى دوامة عنف أخرى لا تحمد عقباها.
خلال حكم بوتفليقة غزى المال الفاسد السياسية والتجارة ونخر الفساد إلى شيئ، فالمناصب والمسؤوليات تمنح مقابل المحسوبية والرشوة والولاء لبوتفليقة، وتحول لفظ “الفخامة” دليل على الولاء، وأصبح رؤساء الأحزاب وبعض الشخصيات يتفنون في التقرب من “آل بوتفليقة” للحصول مزايا إلى درجة أن طلب رئيس حزب الكرامة على المباشر أن “يأخذ حقه من الريع”، مقابل تمجيده لبوتفليقة.
ويمكن القول إن سرعة انهيار نظام بوتفليقة تدل على أنه لم يقدم شيئا يسمح له من كسب دعم ولو فئات قليلة، تدافع عنه، والأسوأ من ذلك أنه لم يكن لديه أي مخطط لفائد البلاد والشعب، هذا الذي تم خداعه على مر السنوات بما يسمى الإنجازات.
على الجميع أن يعي أن المؤسسات ليست مباني ومكاتب منمقة، والدولة ليست ممارسة السلطة بشكل شخصي، فالدولة هي تطبيق القانون بشكل عادل على جميع المواطنين، واحترام الحريات الأساسية، وعدم الإفلات من العقاب.
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق