أخطر من الحادثة التي وقعت في إحدى الثانويات، عقب منع تلميذة من الصلاة بل ومعاقبتها وتهديدها بالإقصاء النهائي، وكأن الصلاة تهمة، تلك الطريقة التي تكلمت بها وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون وعلقت من خلالها عن الحادثة، طريقة لا تخلو من الاستخفاف بالقضية وإهانة الصلاة وإثارة الرأي العام بشكل مقصود!
بن غبريط التي كان نادي الروتاري أول المهنِّئين لها على الخرجة الأخيرة، قالت عن الصلاة إنها “ممارسة ممنوعة داخل المدارس”، بل ولامت التلميذة بدلا من التعامل معها وفقا لسنّها ولطريقة تفكيرها، كما هنأت المديرة التي مارست الإقصاء من دون أن تتحاور وأنزلت العقوبة من دون أن تستمع!
ما وقع من تعليق مقصود أطلقته بن غبريط يؤكد مجددا أنها مكلفة بمهمة، تبدأ من تهديد الهوية ومقوماتها، ولا تتوقف عند حدود الهاء الرأي العام من أجل شغله عن القضايا المصيرية والمشاكل الكثيرة داخل المدرسة، وهي التي كان يمكن التعامل معها بحذر شديد وبعقلانية من دون إثارة المشاعر ولا تحريض الأنفس.
من فائدة بن غبريط أن ينشغل الناس بالمعارك الهامشية، وبالحديث عن منع الصلاة وحظر النقاب وحذف البسملة حتى لا تُسائِل “معاليها” عن مستوى التعليم المتدهور والغش في الامتحانات، وارتفاع نسبة الراسبين، وانتشار الآفات غير الأخلاقية، ولا تسائل عن حصار النقابات وترهيب النقابيين وعن اهانة الأساتذة وارتكاب فضائح في التوظيف، وعن تمييع المدرسة ورهنها لحساب صراعات ضيقة..
وبهذا، فإن تحويل النقاش نحو منع الصلاة، سيجعل بعض المثقفين المخدوعين في بن غبريط أو أولئك المؤمنين بها يتوجّهون نحو التكتل للدفاع عنها ضد “الظلامية والأصولية والدعشنة”، وفيما يتخندق كل معسكر في مجاله الضيق، بحثا عن مطالبه، تكون الوزيرة قد حققت مبتغاها ونجحت في تنفيذ مخططها وفرّت من كل محاسبة أو مسؤولية مهنية وسياسية وأخلاقية.
قادة بن عمار - إعلامي - نقلا عن صفحته بالفيسبوك
إرسال تعليق