الجزائر-TSAعربي: طبعت منشورات الصحافيين الجزائريين وتدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في عيدهم الوطني المصادف لـ 22 أكتوبر، مشاعر الحسرة والأسى على “السلطة الرابعة” التي تمر بأحلك مراحلها، بسبب القيود والتضيقات المفروض عليها من طرف السلطة، بشكل أثر على علاقتها مع الشارع الذي بات “يطارد” منتسبيها أينما حلوا، ليُصبح تاريخ 22 أكتوبر معاكسًا لـآمال وطموحات 22 فبراير.
بالرغم من إعتبار شريحة واسعة من الصحافيين أن تاريخ 22 أكتوبر ما هو إلا رقم ولا يمثل شيئًا في معادلة حرية قطاع الإعلام، لأنه عيد أقره الرئيس المخلوع بوتفليقة لإيهام الرأي العام بأن الصحافة لها اعتبار في البلد، إلا أنه يشكل في كل مرة فرصة للصحافيين للتعبير عن آرائهم وتقييم لواقع الإعلام.
بهذا الخصوص، كتبت الإعلامية والناشطة زهور شنوف، في تدوينة لها “بوتفليقة الذي أراد أن يتحكم في كل شيء ويطغى إسمه على أي فعل، اختار هذا اليوم للاحتفال بالصحافة.. وإختار إسمه ليكون على رأس جائزة للاحتراف الإعلامي.. كأن البلد بلا رموز ولا تاريخ ولا شهداء…”.
وتابعت زهور “شكرا لـ 22 فيفري.. ولا معنى لـ 22 أكتوبر سوى أنه يوم آخر يذكر بمآسي بوتفليقة وببلد فيه أربعين مليون نسمة، يدفع المواطن فيه رسوما للحصول على المعلومة ويقتطع من ثروات الأمة مساعدات مالية مشبوهة لاستمرار الاعلام في تقديم خدمة التضليل!”.
بوتفليقة الذي اراد ان يتحكم في كل شيء ويطغى اسمه على اي فعل، اختار هذا اليوم للاحتفال بالصحافة.. واختار اسمه ليكون على…
Publiée par Zhour Chenouf sur Mardi 22 octobre 2019
بالمقابل لخص الصحفي حسين بن زهرة واقع المهنة بالقول “الصحافة ليست بخير وأنتم تتحدثون عن العيد” ليستطرد “عيد أقره بوتفليقة ونظامه لإعلام وضعت له قوانين مطاطية ضعيفة مليئة بالثغرات كي يبقى الصحفي تحت طائلة التهديد في كل خطوة بخطوها وما حدث لقناتي الأطلس والوطن خير دليل، وعديد الجرائد التي أغلقت أو أجبرت على ذلك.. دعوا الإعلام وشأنه..”.
الصحافة ليست بخير وأنتم تتحدثون عن العيد… عيد أقره بوتفليقة ونظامه لإعلام وضعت له قوانين مطاطية ضعيفة مليئة بالثغرات…
Publiée par Houcine Benzohra sur Mardi 22 octobre 2019
أما الصحفي فاروق حركات والصحفية أسيا شلابي، فتقاطعوا عند عبارة واحدة ترحموا فيها على قطاع الإعلام: “اليوم الوطني للصحافة…إنا لله وإنا إليه لراجعون”.
من جهته نشر الأستاذ بجامعة علوم الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة، رضوان بوجمعة مقالا مطولا تحت عنوان ” الإعلام.. من “المقاومة” إلى “المساومة”.
جاء في مقدمته”ستتجه الجزائر نحو بناء منظومة إعلامية مهنية تحقق حق الجمهور في الإعلام، الذي يتحول إلى سلطة تساهم في ممارسة الرقابة على الأجهزة التنفيذية، عندما يعود الصحفيون والصحفيات نحو طريق “المقاومة” واحترام المهنة، والقطيعة مع عهد المساومة والانبطاح، وممارسة الدعاية والتضليل والابتزاز”.
الجزائر الجديدة 118الإعلام.. من "المقاومة" إلى "المساومة"ستتجه الجزائر نحو بناء منظومة إعلامية مهنية تحقق حق الجمهور…
Publiée par Redouane Boudjema sur Mardi 22 octobre 2019
الأكيد أن مشاعر الحسرة التي تسكن نفوس الصحافيين الجزائريين مبرّرة، فهؤلاء الذين ظنوا أن مهنتهم تحررت بعد حراك 22 فبراير الذي منح الصحافة جرأة وهوامش حرية أوسع لم تكن قبل ذلك التاريخ، اصطدموا بجدار التضييق مجددًا.
وأثر هذا الواقع على الصحفيين الجزائريين الذين يعيشون حالة تذمر كبيرة بسبب المشاكل التي يتخبط فيها المشهد الإعلامي من جهة، وعلى خلفية العلاقة المتوترة التي تطبع الإعلام بالشارع والتي اتجهت إلى القطيعة، بعدما باتت القنوات تتجنب تغطية المسيرات التي تدخل اليوم 22 أكتوبر شهرها التاسع.
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق