الجزائر ـ TSA عربي: لم يكن وقع تداعيات الحراك الشعبي المتواصل في الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، على مؤسسات الدولة ورموزها فحسب، بل طالت أيضا أحزاب الموالاة التي أقيمت لها محاكمات قاسية في الشوارع بتهمة التواطؤ مع نظام بوتفليقة، لتفتح على قياداتها أبواب الصراعات على البقاء، وتزج بيها في خندق الانشقاقات و التصدعات، التي أخرجتها عن سياق ثورة الشعب، لترمي بها في أحضان حرب التموقّع و اثبات الولاء للشعب.
أزمة الشرعية تطارد القيادات
“أزمة الشرعية”، التي زجّت بثلاثة أحزاب موالية لنظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من أصل أربعة، في مشاكل سياسية خانقة منذ بداية الحراك الشعبي الذي أدانها بـ “خيانة الشعب لصالح مصالح شخصية ضيقة للقيادات”، زعزعت هياكل أكبر التكتلات الحزبية في الجزائر، في مقدمتها جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر، كما لم يستثن المعارضة ممثلة في حزب جبهة القوى الاشتراكية.
حرب البقاء على رأس قيادة الأفلان، تشتدّ عن آخرها بين قيادة منسق الهيئة الحالية لتسيير جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، وأعضاء اللّجنة المركزية المصرين على إبعاد بوشارب واتباعه بدواعي تصحيح مسار السياسي للأكبر حزب في البلاد. وفيما تتمسّك هيئة بوشارب بشرعيتها والتفرد بصلاحيتها للدعوة للمؤتمر الـ11 للحزب. يدفع التصحيحيون بسيادة اللّجنة المركزية بين المؤتمرين، مسارعين إلى عقد اجتماع طارئ بعد غد الثلاثاء 23 أفريل برئاسة الأمين العام غير المستقيل جمال ولد عباس، وذلك استعدادا لتعيين القيادة الجديدة للحزب الذي يسجّل غيابه الكامل عن أحداث الحراك ما عدا ذلك التفاعل المحتشم مع بعض الأحداث عبر بيانات اقتصرت لغتها على كلمات فضفاضة لا لون لها ولا طعم تعيد في كل مرة تأكيدها على دعم الحراك.
الأرندي في عين الإعصار
حزب التجمع الوطني الديمقراطي سليل النظام البوتفلقي (1997) كما يطلق عليه، يعيش حالة متقدّمة من الاحتقان بين قيادات الحزب التي كانت منذ اقل من شهرين تطبل للعهدة الخامسة، والتي عادت في ظرف قياسي لتتبرأ من الخيارات السابقة للأمين العام للحزب أحمد أويحي أحد أبرز رموز النظام، في محاولة لكسب تعاطف الشارع وركوب موجة الحراك. موقف أحمد أويحيى بين جبهتين، شعبية تطالب بمحاسبته أمام القضاء، وحزبية تطالبه بتحرير الحزب من خلال إعادة انتخاب قيادة جديدة من خلال الدعوة لمؤتمر استثنائي، وفيما يبدي أويحيى تمسكه بالقيادة يتواصل مسلسل الاحتجاجات التي كانت أخرها وقفة أمس السبت 21 أفريل والتي وجه ضمنها شهاب صديق الذي تم اقصاءه من منصب الأمين الولائي للعاصمة بأمر من أوحيى. جملة من التّهم الخطيرة التي وصفت أوحي “بالعميل والخدمة لمصلحة قوى غير دستورية”.
“منقذوا تاج”
تجمع أمل الجزائر لرئيسه عمار غول المحسوب أيضا ضمن رموز النظام المغضوب عليه، لم يسلم من الانشقاقات، حيث أعلن مجموعة من القيادين و المناضلين انقلابهم على عمار غول في بيان لهم يوم 3 مارس بعد تصريحات استفزازية لرئيس الحزب بخصوص الحراك الشعبي. وعبر خصوم غول الذين أطلقوا على أنفسهم إسم “منقذوا تاج” عن دعمهم للحراك الشعبي واستعدادهم لتصحيح الخط التأسيسي للحزب ومساره الصحيح.
الأفافاس حراك داخل الحزب
إعصار الحراك لم يضرب أحزاب الموالاة، بل وصل تياره ليطال أقدم حزب معارض في الجزائر، وهو حزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي يعيش منذ أسابيع غليان غير مسبوق حركه عدد من القيادين ضد منسق الهيئة الرئاسية علي العسكري، الذي يواجه موجّة من الاحتجاجات الطاعنة في شرعية قراراته الأخيرة، والتي تتهمه بمحاولة السيطرة على الأفافاس والانسلاخ عن الخط السياسي لمؤسسه الراحل، حسين آيت أحمد. وفي سياق الانقلاب على العسكري كشف رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو يوسف أوشيش، يوم السبت الفارط 13 أفريل بداية التحضير لعقد مؤتمر وطني جامع لكل مناضلي حزب جبهة القوى الاشتراكية القدماء والجدد للتأسيس لمرحلة جديدة بعد الإطاحة بمنسق الهيئة الرئاسية، علي العسكري الذي تم طرده يومها من مقر الحزب.
الجزائرـ الحراك “يفجر” الأحزاب وحرب القيادات تندلع عند الموالاة
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق