الجزائر – TSA عربي: أقل من شهرين تفصلنا عن موعد 4 جويلية، اليوم الذي حدده عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة، من أجل إجراء انتخابات رئاسية، تصر عليها السلطة وقيادة الجيش، ويرفضها الشعب بسبب بقاء الباءات على رأس السلطة.
ورغم استمرار الحراك الشعبي الرافض لتنظيم بن صالح وبدوي هذه الانتخابات، إلا أن السلطة تتمسك بهذا الموعد، وتصر على تنظيمه بنفس الشخصيات، فقد استقبل يوم الخميس الماضي 9 ماي، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الوزير الأول نور الدين بدوي، حيث عرض هذا الأخير “تقريرا مفصلا عن سير التحضيرات ذات الصلة بالانتخابات الرئاسية المقبلة بداية بالمراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية وكذلك مباشرة ومواصلة سحب استمارات الترشح الى جميع الترتيبات المتعلقة بالجوانب المادية التي وفرتها الحكومة”.
وأكد بن صالح على: “ضرورة احترام الآجال والمواعيد التي ينص عليها الدستور وقوانين الجمهورية في هذا السياق، مع توفير كل الشروط والآليات اللازمة لإجراء هذه الاستحقاقات الهامة بكل شفافية ونزاهة وموضوعية”، كما ألح رئيس الدولة على “ضرورة ابقاء كل قنوات التشاور والحوار مفتوحة مع جميع الجهات والشركاء المعنيين بانتخابات الرابع من جويلية المقبل”.
وكان السلطة تراهن على تراجع الحراك الشعبي أمام المناورات التي نفذتها من أجل تمرير هذا المشروع، عن طريق محاولات التقسيم، والتحذير من “الفراغ الدستوري”، وربح الوقت على أمل تراجع المشاركين في المسيرات بسبب رمضان وارتفاع درجات الحرارة، لكن رغم كل الصعاب، خرج الجزائريون بأعداد كبيرة يوم الجمعة الأول من رمضان، والثاني عشر منذ 22 فبراير، مقدمين درسا حقيقيا عن تمسكهم بمطالبم.
وعشية رمضان، بينما كان الجزائريون يترقبون ثبوت هلال رمضان، وجه بن صالح خطابا للأمة أكد فيه أن: “الحوار الذكي والبناء ذي النية الصادقة، يبقى السبيل الأوحد لبناء توافق مجد وواسع يسمح بتوفير الشروط الملائمة لتنظيم إانتخابات رئاسية في الآجال المحددة، والتي من شأنها أن تُخرج بلادنا بشكل نهائي ودائم من عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي”.
قد يكون بن صالح يأمل في عدم خروج المواطنين الى الشارع بسبب الصيام والارهاق ودرجات الحرارة، فيضفي بذلك هالة من القبول على دعوته للحوار من طرف الشعب، غير أن الجمعة 12 جاءت مخالفة تماما لتلك الحسابات.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان لها أن الحصيلة المؤقتة لعملية تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 4 يوليو المقبل، بلغت 68 رسالة نية للترشح، مؤكدة انهم “استفادوا من حصص خاصة باستمارات الاكتتاب تطبيقا للأحكام القانونية المعمول بها”، مشيرا الى أن هذه العملية “تسير في ظروف حسنة”.
ولكن في الواقع لا توجد بين هذه الأسماء شخصيات وطنية معروفة أو أحزاب سياسية، بل كلها أسماء مجهولين تقدموا لسحب الاستمارات، كما لا توجد أي مظاهر لجمع التوقيعات في الشارع، فالكل منشغل بحملة مكافحة الفساد والاعتقالات الأخيرة لرؤوس العصابة، وبضرورة تحقيق مطالبهم.
تنظيم هذه الانتخابات أصبح على المحك أكثر من أي وقت مضى، لعدة أسباب، منها الوقت الذي أًبح ضيقا جيدا بالنسبة للسلطة، واستمرار الرفض الشعبي وتوسعه، ومقاطعة الأحزاب والشخصيات لإجراء الحوار مع بن صالح، مما يجعل قرار تأجيلها أو إلغائها أمرا لا مفر منه والعودة إلى تحقيق مطالب الشعب الذي قال كلمته في 12 جمعة على التوالي.
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق