الجزائر – TSAعربي: يرفع الجزائريون منذ بداية حراك 22 فبراير، لافتات تؤكد على وحدة صفوفهم ومطلبهم الرافض للنظام الحالي وكافة رموزه، فكانت شعارات “خاوة خاوة” و “عربي، قبايلي شاوي، مزابي تارقي… أنا جزائري”، و”وحدتنا في قوتنا” أبرز رسالة لسلطة حاكمة ظلت تنتهج سياسة فرق تسرد، ولا تزال -على ما يبدو- لتكسير الحراك الذي أبهر العالم، بسلميته ودرجة وعي المتظاهرين.
يُجدد الجزائريون في كل مسيرة العهد مع وحدة الحراك الشعبي، لإدراكهم أن محاولات، اختراقه، سرقته أو إختطافه ستظل قائمة، من قبل رموز النظام السابق، الذين لم يتقبلوا فكرة الرحيل أو “يتنحاو قاع”، وهم الآن يحاولون اللعب على أوراق محروقة، قد ترهق نفس المتظاهرين وتجعلهم يستسلمون، وفق تكهناتهم.
محاولات فاشلة
تلقى ورقة اللعب على وتر الهوية والجهوية التي تُحاول جهات زرعها بين المتظاهرين، مقاومة من الجماهير، بدليل السخط الشعبي الذي صاحب خرجة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي غير البريئة، ببرمجة محاضرة عن بعد في جامعة مولود معمري، من العاصمة الفرنسية للمدعو فرحات مهني، زعيم حركة “الماك” الانفصالية.
وفجر هذا الفعل، موجة غضب واسعة في صفوف الجزائريين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرت على أنها مساعي فاشلة لتوجيه أنظار الرأي العام عن مطلبهم الوحيد وهو رحيل رموز النظام السابق ومحاسبة كل الفاسدين وكل شخص نهب المال العام ومارس الظلم على الجزائريين على مدار عقدين من الزمن حتى تكتمل الثورة.
الثورة المضادة
وحذّر أرزقي فراد، الأستاذ الجامعي والناشط السياسي، الجزائريين من محاولات تقسيم الحراك الشعبي، منبهًا من “تحركات أنصار الثورة المضادة الذين شرعوا في الالتفاف على الثورة الشعبية السلمية عن طريق تفجيرها تحت شعار فرق تسد”.
وقال أرزقي فراد في تصريح لـ”TSA عربي” إنه يتعين على الجزائريين الإدراك أن قوتهم في وحدتهم، معبرًا عن رفضه القاطع لما حدث في جامعة تيزي وزو، حينما جرى تمكين فرحات مهني من منبر الجامعة، مشددًا “هذا الـأمر يستوجب الإدانة لأن هذا الرجل أعلن حرب شعواء ضد الوحدة الوطنية خاصة من خلال دعوة أنصاره على قلتهم إلى تشكيل ميلشيات مسلحة، ورمي العلم الوطني في المزبلة”.
واستنكر المتحدث ما أقدمت عليه إدارة جامعة مولود معمري بتيزي وزو “ما كان ينبغي على الإطلاق أن تسمح إدارة الجامعة لهذا الانفصالي الذي يواظب على شتم الجزائر ويعلن أنه ليس جزائريًا أن يُمكن من منبر الجامعة، والأخطر ما في القضية أتساءل كيف يُمنع الأستاذ مصطفى بوشاشي من إلقاء محاضرة في وهران، في قاعة عادية جدا، ويمنع من دخول جامعة البليدة”، ليتساءل فراد في السياق أيضًا” ألا يدل ذلك على وجود مؤامرة هدفها الالتفاف على الثورة السلمية، لذلك أنا أستنكر ما حدث وأدعو لفتح تحقيق من أجل تحديد المسؤوليات”.
بالمقابل وجه الأستاذ الجامعي، والناشط السياسي رسالة إلى أخيار الجزائر”أين كنتم وماذا فعلتم حينما كانت منطقة القبائل تقصف من طرف شخصية سياسية معروفة، ولا تزال بشتم زواف، فلماذا لم يتحرك أخيار الجزائر للدفاع عن المنطقة والتصدي للشتيمة”.
هذا ودعت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي أن” الشعب الجزائري ومواطني ولاية تيزي وزو الشرفاء وكل سكان المنطقة للتصدي لهذه المؤامرة الدنيئة”، مؤكدة أن “وحدة الوطن والشعب خط أحمر وأن ما حدث اليوم يجامعة لا يجب أن يمر دون محاسبة وعقاب شديدين”.
وحدة الجزائر
بالمقابل استنكر حزب جبهة العدالة و التنمية، ”دعاوي التفريق”، محملة السلطة القائمة – التي ترفض أن تسلم بحق الشعب في اختيار حكامه الذين يعرفون كيف يحافظوا على وحدته وقوة لحمته – كل المسؤولية عن أي انزلاق وأي تعفين للوضع يحدث لا سمح الله”.
وترى جبهة العدالة والتنمية، أن موقف السلطات الجامعية في جامعة تيزي وزو والسلطات عامة بسماحهم “لبوق من أبواق الفرقة الذي فقد كل مقومات الانتماء لهذا الوطن”، الإنفصالي فرحات مهني، بأنه دفعا متعمدًا لإثارة نواعر التفرقة الماسة بأصل من أصول وحدة الشعب الجزائري.
الجزائر – اللعب على وتر الهوية والثورة المضادة .. مناورات أسقطها حراك 22 فبراير
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق