الجزائر – TSA عربي : يتحدث المحامي هاشم ساسي في حوار مع “TSA عربي” عن مبادرة الـ20 التي تقدمت بها شخصيات وطنية من أبرزها وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، والتي كان هاشم من بين الموقعين عليها، كما يعتبر محدثنا أن الوقفة الإحتجاجية الوطنية للمحامين اليوم الخميس 24 أكتوبر ستعطي نفسًا جديدًا للحراك، خصوصًا وأنها تأتي قبل أيام على ذكرى اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر.
ورد إسمكم ضمن قائمة الشخصيات التي طرحت مبادرة للخروج من الأزمة قبل الذهاب للرئاسيات، كيف جاءت فكرتها؟
أعتقد أن إصدار مواقف للعلن تدعم الحراك، هو شيء كان في نفس كل موقع و قد يكون تجلى كذلك سابقًا في مواقف فردية أو جماعية مثل البيانين الذين أصدرهما الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي من قبل و دعم فيهما الحراك و بذكر الدكتور أعتقد أنه لعب دور رئيسي في المبادرة باعتباره حجر مرتكز فيها.
لكن هذه المرة الأمر انطلق من القاعدة و من فعاليات الحراك حيث أن الفكرة تبلورت في إحدى لقاءات المنتدى الوطني للحراك الشعبي (تجمع لفعاليات حراكية من 38 ولاية ) و الذي أنشط فيه كمنسق عام و هو يضم عدد كبير من ناشطي الحراك أغلبهم نخب شبانية ( محامين ، أطباء، مهندسين، أساتذة جامعيين..) و كان من بين الخطوات التي اتفق عليها هؤلاء الناشطين هو التواصل مع قوى المجتمع المدني و النخب السياسية الداعمة للحراك ..لتقريب وجهات النظر و توحيد الجهود و توجيهها نحو خارطة طريق توافقية لتحقيق مطالب الحراك و التي أهمها انتقال ديمقراطي حقيقي و بناء جمهورية جديدة
هذا ترتب عنه تواصل أعضاء المكتب الوطني للمنتدى مع قوى المجتمع المدني منها الشخصيات الموقعة الأستاذين إلياس مرابط و الصادق الدزيري و كذلك التواصل مع شخصيات وطنية سياسية كالدكتور الإبراهيمي الذي تلقينا منه دعم كبير غير مشروط ..الدكتور بن بيتور ..الأستاذ فضيل بومالة (قبل إعتقاله).
للإشارة، ففي قضية التنسيق و الإتصال أُثني كثيرًا على دور الأستاذ سيف الإسلام بن عطية و الدكتور ناصر جابي الذين لعبا الدور الأكبر في الربط بين جميع الشخصيات الموقعة و حتى غير الموقعة التي عرضت عليها الفكرة.
بصفتكم أحد المشاركين في المبادرة ما هو تقييمكم لردود الفعل، مع العلم أن السلطة لم تتفاعل معها؟
المبادرة كما هو واضح في حيثيات البيان وكما وضّح أغلب الموقعون موجهة لدعم الحراك السلمي بدرجة أولى قبل أن تكون موجهة للنظام و خاصة أن الموقعون مقتنعون بمبدأ السيادة الشعبية و أن الإرادة الحقيقية هي إرادة الشعوب و أنه لابد من تغيير العقلية و الذهنية السائدة قبل 22 فيفري في توجيه أنظار النخب السياسية دائما نحو الأعلى بالاصطدام او المهادنة مع النظام المتحكم ..فالاستثمار الحقيقي هو في الشعوب التي تبني الأوطان و هي من تقييم أنظمة قوية و عادلة.
على العموم أعتقد أن التفاعل كان إيجابي من قبل الحراك على حسب ما ظهر في المسيرات و الأصداء في الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي .
يتساءل البعض لماذا تأخرت المبادرة والتي كان من المفروض تقديمها قبل شروع السلطة في التحضير لرئاسيات 12/12؟
نعم سمعت هذا الطرح كثيرًا و أقول أن أغلب ما ورد في البيان قد صرح به كل واحد من الموقعين وذكره في مواقع و أماكن عدة و في مراحل مختلفة من عمر الحراك فلم يزد الأمر على أن كانت المبادرة تجميعًا يدل على التوحد و يبعث الأمل و يدعو للُحمَة خاصة أن الموقعين من تيارات و توجهات مختلفة
أما عن التوقيت أعتقد أنه مناسب جدًا كون البيان يحاول من جهة أخرى نصح و تنبيه السلطة الفعلية لمخاطر و عواقب المسار المرسوم حاليًا و أنه لا يزال هناك أمل لعودة و تصحيح و تصويب الأمور ..و إلا إذا كان الأمر متأخرًا فما الذي يفعله الحراك حاليًا و ما الجدوى من معارضة المسار المرسوم من قبل النظام إن كنا متأخرين.
ما هي الخطوة الموالية بعد توجيه الرسالة الموقعة من طرف 20 شخصية؟
كما أسلفت سابقًا فالشخصيات الموقعة هي من تيارات وتوجهات متنوعة كما هي من أجيال مختلفة فأكبر الموقعين هو بسن 98 وأصغرهم هو بسن 29 ..لذا فالعمل الروتيني لإنتاج مواد متعاقبة سيكون صعبًا بعض الشيء و يحتاج جهد ووقت لكن سيكون أقصر و أقل مما إستلزمه إصدار البيان الأول .
هناك رغبة داخل مجموعة العشرين للتقدم خطوة نحو الأمام خاصة بعد الإستحسان الذي لقاه البيان الأول . هناك الفاتح من نوفمبر يقبل علينا أعتقد أنه قد يكون مناسبة جيدة لاتخاذ خطوة أخرى (اعتقد و أتمنى في نفس الوقت).
تشارك اليوم الخميس 24 أكتوبر، بصفتك محامي في المسيرة الوطنية للمحامين ماهي قراءتكم لها وهل سيكون لها وقع على الحراك في اعتقادكم؟
المسيرة الوطنية للمحامين وكما وضح الإتحاد في بيانه جاءت للسببين جوهريين قضية معتقلي الرأي و نشطاء الحراك و مشروع قانون المحروقات الجديد. أظن أنه موقف نبيل من إتحاد يمثل مهنة أفتخر بالإنتماء إليها …حيث أن المحامين و هيئة الدفاع لم تتأخر منذ اليوم الأول عن تلبية نداء الحراك و الشعب سواء كتنظيم أو كأفراد ..و قد بذلوا كل ما يستطيعون في دعم شعبهم و حراكه لتحقيق مطالبه المشروعة و التي أهمها بناء دولة القانون و هم لا يرون هذا إلا كتأدية لواجب لا ينتظرون عليه جزاء و لا شكور.
لقد شهدت مسيرة المحامين بمناسبة يومهم الوطني 23 مارس وقد كانت استثنائية و مشاهدها عالقة في ذهني و لا أظن أنها ستمحى من الذاكرة أو تغيب عن المخيلة. قوة عنفوان وطنية ترقب و توجس ..فرحة و سعادة و أنت ترى المواطنين يزفونك تحت التصفيقات والأهازيج العبرات و الدموع حقيقة يوم تاريخي و أعتقد أن مسيرة اليوم الخميس 24 أكتوبر، ستترك كذلك إنطباع مهم و تعطي زخم خاصة لحراك الجمعة التالي لها وصولًا إلى الجمعة الأضخم التي ستتصادف مع جمعة الفاتح من نوفمبر التي أتوقع أن تكون تاريخية على مستوى كل المقاييس.
الجزائر – حوار : هاشم ساسي يعود لتفاصيل مبادرة الـ20 ويتحدث عن إحتجاج المحامين
- روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل من هنا
إرسال تعليق